قسم الفنون التشكيلية يعقد ورشة تدريبية حول التعامل مع الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم وضعاف السمع).
في إطار سعي كلية الفنون الجميلة بجامعة اليرموك إلى تعزيز بيئة أكاديمية شاملة ومساندة لجميع الطلبة، عقد قسم الفنون التشكيلية ورشةً تدريبية متخصصة لأعضاء الهيئة التدريسية في القسم بعنوان "التعامل مع الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم وضعاف السمع)"، وذلك برعاية عميد الكلية الأستاذ الدكتور علي الربيعات، وبالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة.
وفي مستهل الورشة، رحّب رئيس القسم الدكتور محمد سالم بالمحاضرين من عمادة شؤون الطلبة، مثمنًا تعاونهم في تقديم هذه الورشة القيمة، كما عبّر عن تقديره لمشاركة أعضاء الهيئة التدريسية الفاعلة، مؤكدًا أهمية مثل هذه المبادرات في تطوير أساليب التعليم الدامج وتعزيز وعي الكادر الأكاديمي باحتياجات الطلبة من ذوي الإعاقة.
وشهدت الورشة حضور عميد الكلية الأستاذ الدكتور علي الربيعات، الذي أثنى على الجهود المبذولة في تنظيم هذه المبادرة النوعية، مؤكدًا حرص الكلية على تبني ممارسات تعليمية تسهم في دمج جميع الطلبة ضمن بيئة أكاديمية عادلة ومحفزة للإبداع.
وقدّم الورشة كلٌّ من الأستاذ معاوية البزور، والأستاذ لؤي خصاونة، والأستاذ عمر الشلبي من عمادة شؤون الطلبة – مركز دعم الطلبة ذوي الإعاقة – حيث تناولوا محاور متعددة ركّزت على تعريف فئة الصم وضعاف السمع، والتحديات التي تواجههم في البيئة الجامعية، والأساليب التربوية المناسبة للتعامل معهم داخل القاعات الدراسية، خصوصًا في تخصصات الفنون البصرية التي تتطلب تواصلاً بصريًا وتفاعليًا مباشرًا.
استهلّ الأستاذ معاوية البزور الورشة بالحديث عن أهمية الإلمام بالخصائص اللغوية والثقافية والاجتماعية للطلبة الصم وضعاف السمع، مؤكدًا أن نجاح العملية التعليمية لهذه الفئة يعتمد على وعي المدرّس بطبيعة التواصل البصري واحتياجات الطالب اللغوية والنفسية. وتناول في عرضه أبرز التحديات التي تواجه الطلبة الصم في البيئة الجامعية، ومنها صعوبات الفهم السمعي، والحاجة إلى بيئة صفية مهيّأة بصريًا، وتبنّي أساليب تدريس قائمة على الشرح العملي والمشاركة البصرية المباشرة.
وبيّن البزور أن التعليم الفعّال لذوي الإعاقة السمعية يتطلّب من عضو هيئة التدريس اعتماد استراتيجيات تعليمية مرنة تتضمن التكرار البصري، واستخدام لغة الجسد، والعروض التوضيحية، وتوظيف الوسائط البصرية والتكنولوجية الداعمة. كما دعا إلى ترسيخ ثقافة التعليم الدامج من خلال تهيئة المناخ الأكاديمي والنفسي الذي يُشعر الطلبة الصم بانتمائهم الكامل إلى البيئة الجامعية، مؤكدًا أن هذا النهج ينسجم مع رؤية الجامعة في تمكين جميع الطلبة وتعزيز مشاركتهم المتكافئة في الحياة الأكاديمية والثقافية.
. وأوضح الأستاذ لؤي خصاونة خلال مداخلته أن على أعضاء هيئة التدريس التعامل مع الطلبة ذوي الإعاقة وفق تعليمات الجامعة وبما يضمن العدالة والمساواة في تطبيق الأنظمة على الجميع، مع إمكانية منح الطلبة من فئة الصم وضعاف السمع تسهيلات محددة تراعي احتياجاتهم الأكاديمية، مثل إتاحة وقت إضافي أثناء الامتحانات أو استخدام وسائل مساندة لتوضيح المعلومة. كما أشار إلى أن الجامعة، من خلال مركز دعم الطلبة ذوي الإعاقة في عمادة شؤون الطلبة، توفّر خدمات متكاملة تشمل مترجمي لغة الإشارة وتهيئة المرافق الأكاديمية والخدمية بما يتناسب مع احتياجات الطلبة، تعزيزًا لمبدأ التعليم الدامج والبيئة الجامعية الداعمة.
واختُتمت الورشة بحوار موسّع بين المحاضرين وأعضاء الهيئة التدريسية، طُرحت خلاله مجموعة من الاستفسارات والمقترحات حول سبل تطوير أساليب التعليم الدامج في الكلية.
وفي ختام اللقاء، عبّر الدكتور محمد سالم عن شكره وتقديره للمحاضرين على ما قدّموه من خبرات قيّمة، مؤكدًا أن كلية الفنون الجميلة ماضية في جهودها نحو ترسيخ ثقافة التعليم الدامج وتكييف المناهج وطرق التدريس بما يلبّي احتياجات جميع الطلبة ويعزّز مبدأ تكافؤ الفرص في العملية التعليمية.
